الْمُرَاقَبَةُ لِلَّهِ إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: الْمُرَاقَبَةُ لِلَّهِ مِنْ وَاجِبَاتِ الْقَلْبِ الْمُرَاقَبَةَ لِلَّهِ، وَمَعْنَى الْمُرَاقَبَةِ اسْتِدَامَةُ خَوْفِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْقَلْبِ بِتَجَنُّبِ مَا حَرَّمَهُ وَالْغَفْلَةِ عَنْ أَدَاءِ مَا أَوْجَبَهُ أَيْ تَجَنُّبِ الْغَفْلَةِ عَنْ أَدَاءِ مَا أَوْجَبَهُ، وَلِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ فِي التَّكْلِيفِ أَنْ يَنْوِيَ وَيَعْزِمَ أَنْ يَأْتِيَ بِكُلِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ وَاجْتِنَابِ الْمُحَرَّمَاتِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿فَلا تَخافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَان 175] وَقَالَ ﴿فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ [سُورَةَ الْمَائِدَة 44]، نَهَى اللَّهُ الْحُكَّامَ عَنْ خَشْيَتِهِمْ غَيْرَ اللَّهِ فِي حُكُومَاتِهِمْ وَامْضَائِهَا عَلَى خِلافِ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنَ الْعَدْلِ خَشْيَةَ سُلْطَانٍ ظَالِمٍ أَوْ خِيفَةَ أَذِيَّةِ أَحَدٍ، وَأَمَرَهُمْ بِخَشْيَتِهِ فَلا يُخَالِفُ أَوَامِرَهُ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا). Continue Reading Previous: العين حق – انتبهوا حفظكم اللهNext: الأَنْبِيَاء لا يُخْطِئُون فِي أُمُورِ الدِّين أَمَّا غَيْرُ الأَنْبِيَاء قَدْ يُخْطِئ فِي فَتْوَاهُ Related Stories الأصدقاء الأعداء بقلم الشيخ عمر الفاكهاني قُطْبَة بن عامر بن حديدة أم المؤمنين جُويريةُ رضي الله عنها