إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

حديث (خَيرُ النّساء مَريَم ثم فاطِمَة ثم خَدِيجَة ثم ءاسِيَة) رواه ابن عبد البَرّ وغَيرُه كما في شرح البخاري كتاب الفَضائل وهوَ صَحِيحُ الإسناد، أمّا حَديث (فاطِمَةُ سَيّدَةُ نِساءِ أهلِ الجَنّة إلاَّ ما كانَ مِن مَريم ابنة عِمران) رواه الحاكم وغيره.
لا يُعارِض هذا، ثم إنّ مَريمَ اللهُ قالَ في مَدحِها (إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ) أمّا في فاطِمَة وأهلِ بيتِ النّبي قال تعالى (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ففَرقٌ بينَ الاصطفاء والتّطهير لأنّ الاصطفاءَ ذكِر في وَصف الأنبياء أيضا قال تعالى (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ).