إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حديث (لَا تَقُلْ تَعِسَ إِبْلِيسُ) فيه النهي فقط عن هذا اللفظ (تعس).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هذَا لَعْنٌ لإبليسَ، وقولُه تعالى ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾.
الرَّجِيم مَعناهُ مَلْعُونٌ، أمَّا مَا وَرَدَ فِي سُنَنِ النَّسَائِي أنَّ الرَّسُولَ قالَ لِرَجُلٍ (لَا تَقُلْ تَعِسَ إِبْلِيسُ فإنَّهُ يَتَعَاظَمُ حتَى يَصِيرَ كالجَبَلِ) هذَا لَيْسَ فِيهِ مَا يَدَّعِيهِ عَمْرو خَالِد الذِي قَالَ (الرَّسُولُ نَهَانَا عَن لَعْنِ إِبْلِيسَ) إنَّمَا فِيهِ النَّهْيُ عَن هذِه العِبَارَةِ فَقَط (تَعِسَ) لأنَّ هذِه الكَلِمَةَ تَصْعُبُ عَلَيهِ فيُقَابِلُ قَائِلَها بأَنْ يَتَعَاظَمَ بَدَلَ أَنْ يَنْكَسِرَ فَيَنْتَفِخُ مِثْلَ الجَبَلِ.
ومثله قال عدو الله المكذب لله الوهابي العثيمين يدافع عن إبليس.