إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال الله تعالى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (سورة الرحمن آية 17)، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ معناه أن الله تعالى هو الذي خلق مشرق الصيف ومشرق الشتاء، لأن الشمس تسير لها خطوط في الفضاء كل يوم تسير في خط غير الخط الذي سارت به أمس، كل يوم يكون شروقها في خط وغروبها يكون في خط، هذا معنى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف، ثم هي أيضا بما أن لها خطوط متعددة ورد في القرءان في موضع ءاخر (رَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) عبر الله بلفظ الجمع وبلفظ المثنى.