إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قَولُ الله تَعالَى (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) (المدثر 17)، مَعناهُ المَلائِكةُ تُكَلِّفُ الكَافِرَ بالصُّعُودِ في جَهَنَّمَ وفِيها جِبالٌ، تَقُول له اصْعَدْ ثُم يُؤْمَرُ بالنُّزُولِ.
 
قال القرطبي في تفسير هذه الآية (صعودا) (الصعود جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي كذلك فيه أبدا، رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، خرجه الترمذي وقال فيه حديث غريب) انتهى ما قاله القرطبي.
 
وفي كتاب البعث والنشور للبيهقي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) (المدثر 17) قَالَ (جَبَلٌ مِنْ نَارٍ فِي النَّارِ، يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَهُ، فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ذَابَتْ، فَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ، وَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَيْهِ ذَابَتْ، وَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ).