إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

قَالَ الله تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (سورة الفرقان آية 74).
 
قولُه تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) معناه قُدوَةً في الدِّين، يَهتَدي بهِ النّاس، يُقَرّبُ النّاس، مَن شاءَ اللهُ لهمُ السّعَادةَ والفَوزَ يُقَرّبُهم للدَّرجَاتِ العُلَى للمَنازِل الرّاقيَة، يَقتَدي بهِ النّاس، الأنبياءُ إمامٌ في الخَير والأولياءُ كذلكَ إمامٌ في الخَير.