إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قولُ الله تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآَنَ العَظِيمَ) (سورة الحجر 87)، المثاني تُكَرَّرُ في الصّلَواتِ الخمس، أغلب أهل التّفسير على أنَّ هذه الآية المعنيُّ فيها سورةَ الفاتحة وسميت فاتحة الكتاب وسميت السبع المثاني وسميت أمّ القرءان وسميت بالشافية.
 
ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ما نصه (وإنما سميت الفاتحة بالسبع المثاني لأنها سبع ءايات، واختلف في تسميتها بالمثاني فقيل لأنها تُثنَّى في كل ركعة أي تعادُ، وقيل لأنها يُثنى بها على الله تعالى، وقيل لأنها استُثنيت لهذه الأمة، لم تنزل على من قبلها، وَالْقَوْلُ فِيهَا أَنَّهَا الْفَاتِحَةُ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْبَسْمَلَةُ هِيَ الْآيَةُ السَّابِعَةُ، وَقَدْ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا، وَبِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَمُجَاهِدٌ، وَقَالَ قَتَادَةُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُنَّ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأَنَّهُنَّ يُثْنَيْنَ فِي كُلِّ قِرَاءَةٍ، وَفِي رِوَايَةٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ تَطَوُّعٍ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَاحْتَجَّ بِالْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ).